حديث المساء يشوي الوجوه
يعكر صفو الحياة بألغاز السحر
يقهر القلب في زمن العار والغرابة
آه.. أيها الليل من ألف حكاياتك ؟
من أطلعك على سر الرواية...
ومن ساق إليك قصص الحيارى في زمن التيه ؟
أيها الليل أقبل بلا زيادة ولا نقصان
ولا تغفل سر الرواية...
روايتي صفصافة لم يشعر بها ظلامك
بغداد تبكي ولا من يواسي
سبتة غارقة في بحر الهذيان بأحلام العود ة
والقدس تقهر الصخور بالصخور
من هنا ابتدأت الرواية تسرد الرواية
سئمت يأس الأيام من الأيام
فما الفرق بين ماء البحر والشلال والمطر
أجرم المساء في حق السماء
أيها الإنسان لم كل هذا الغياب ؟
شبهتك بالشمس بالأرض بالقمر
... بالجفاف بالشح بالمطر
بآهات العاشقين لنور السماء
آه من ألف آه...
آهات تتتابع يا أماه
آه من البشر إن الزمن لأصله أنساه
آه من الإنسان عن الشوق أضناه
آه من نفسي إن نادت وا أسفاه
آه من الحب إن الطمع غطاه
آه من الغدر إن الخير مشاه
آه من قلبي إن الشؤم أعماه
آه من الظلم إن الحق جلاه...
عندما نذوب في الكل يصبح لهذا الكل معنى
لكن عندما ننقسم .. نتباعد.. نختلف .. لنتلاشى
يضيع الكل.. لتصبح الحياة بلا معنى
نادى شرع الكون بالتلاحم...
نادى حمقى البشر بالتقاسم
تقاسموا الأرباح .. سكنت الرياح
وزعوا الغنائم .. ورثوا البهائم
عاشوا الصباح .. أتى المساء بالجرائم
دام شرع الكون صفوا...
يا ليثهم فهموا ما لشرع الكون من تلاحم
لو فهموا...
ما جاع شيخ .. ما ضاع طفل .. ما غار بئر
ما بخل السحاب بالمطر
لو فهموا...
ما ساء خلق ولاخُلق ...
ما باءت الخطط بالفشل
ما إخثار الشباب الكسل
ما خدر قلب ولا عقل تعطل
لوفهموا...
ما ظهر وباء ولا عداوة
ما إنفرد الحماة بالخمول..وتمتع الشعب بالغباوة
عفوا ..
قالوا بعد ظن أن للعصر حلاوة ...
أما علموا ما طوته من مر تلك الحلاوة..؟؟؟
أقداح الماضي غيرت مجرى الأيام...
همسات الأمس نسفت مسرى الكلام
ظلمات الغواني انهت بشرى الأحلام
نسير.. نعبر.. نمشي..
بالمساء نسير ارض لا نملك منها شبرا ولا ذراع..
نعبر صحراء العصر سلاحنا فيها الضياع..
سفينتنا غاصت في أعماق المحيط.. ما بالها.. ؟؟؟
نبئوني أين الشراع... ؟؟
نرتقي سلالمنا أدراجنا المعكوسة بلا إنتفاع
تعشق الصقور الأعالي ...
ونهيم في بحر آهاتنا البالي...
من حال الأهالي كان حالي ...
يعشق شرع الكون الأعالي
يعشق حمقى البشر سحر الليالي
آآآه إن عكس الوجود ما يتلوا من آلام تلك الليالي
أعلم...
أدرك...
أظن...
من كل الزوايا تابت الصورة والتجليات
من وحدتك استلهم فلسفة أفكاري وأشعاري
دمت لي بالليل نجما.. قمرا.. وشمسا بالنهار
أ ُبِدت...
خُلِدت...
يا نورا إن تجلى إنطفات الأنوار.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كتبت هذه القصيدة من طرف الهاشٍمي الكايني بتاريخ 17/06/2007
بقرية سيدي أحمد اليوسفية آسفي وهي مهداة إلى الأخ الطيب التقي عبد الغني الكايني
