إلى ...ريم


  من المؤسف أن يظل المرء أسير أحلام حاكها بالأمس القريب لا يستطيع تحملها لأنها تقلق مسيرته في الحياة ولا يمكنه التخلي عنها لأنها أجمل ما حدث في حياته.
      الآن يمكنني أن أعترف بأنك إستطعت أن تقرئي تفاصيل فؤادي دون تعب منك، نلت ذلك بانسيابي تجاهك إنسياب الماء من قمة الجبل، جاد الفكر بالكلمات فجاد القلب بالمشاعر وبخلت باللقاء، أحببت الخلود وإخترت البقاء، أخذت الأمل بآلامه وتمتعت بالأحلام  أعود إلى الذاكرة وتسيرين إلى الأمام، بنيت السفينة وإحتفظت بالشراع، وعدتني بصمت كاذب أو كذوب، عصفت بي كما تعصف بالهشيم الرياح، كتبت معانيا بالكلمات، حروفا كانت ومن يم آهاتي صعدت، وفي ما قصٌرمن رسائل بعثها إليك، فلم هذا الجفاء؟؟؟ بحث عنك بين الزهور، وجدتك وردة للأسف بين الأشواك، سرت بمحاداتك إنعرجت للخفاء،عرفتك بالفطرة بالفطرة لم تعرفي، ألا تعلمين السر في عجزك عن المعرفة، الإحساس ثم الفهم..؟ ربما لأنني من أناس لم يألموا من الواقع بقدر ما آلمهم صانعوه، قوم توزعت آلا مهم فنسوا آلام أنفسهم، طلقوا الأنانية و إنفردوا بالمعاناة، أحبوا الطبيعة، فأنستهم الطباع وآنستهم بسعة الصدر.
 عبثا أكتب؛ عبثا أبحث؛ عبثا أحاول؛ هذا لنفسي ولك مني بضع أمنيات هي في الصدر لا على الورق...
  حصلت مني على صدق المشاعر ولم أحصل منك حتى على صدق البداية، أتذكرين يوم اللقاء..؟ بالنسبة لي كان إشعارا بإنعطاف جديد في الحياة، والأهم لم تعرفيه ربما لن تعرفيه... نعم تعقبت خطاك باستمرار، وبعد كل صدمة أولد من جديد، لم أنتظر منك الكثير سوى كلمة صادقة تنبع من قدس أقداس روحك، كم كنت أسعد بإنتظار رسائلك المقتضبة، صدمت في كل أمل وكل همسة وكل إنتظار، عندما أحسست بأن التي أرتبها على قمة مشاعري قد رتبتني على هامش المشاعر، أي ذل بعد هذا ؟؟؟ ر أيت نفسي بعد اللقاء شخصا خاب ظنه.. إنهار أمله.. ساء خلقه وخلقه..، ظننت أنك أسعد وظننت أني أحقر الناس.. حكمت الأيام وها أنذا أنتظر...
     سماحتك ... إليك أحكي فأرجو ألا أتيه
أريد أن أقرر ما أريد فتكوني أنت عبارة عن قراري الميل.. العطف ..كل ذلك ينطلق مني يعطفك إنعطافي إليك، فإذا تحققت أحلامي كانت علاقتنا من غير التي تنشأ بالصدفة وتنحل بالملل،فهل ضاع الأمل.. ؟؟ تتباهت صورتك في ذهني، يطول صمتك، ولا أزال مصرا على المخاطرة، على معاكسة العادة والطبيعة، لا أريد معرفة رايك فيَ...كلمة منك وأتابع التجربة..لا تنسي قسمات وجهي  غيوم الواقع..
    أعد نفسي بالكتابة إليك.. وها أنذا أفعل.. وفاءاً للإختيار وبدون أسف.. 
تقولين الحياة سطحية..مسيحة، فأحرى الكلمات، أي معنىً للواقع..؟؟ كل جد زائف مضحك.. تقولين ذلك إشارة بسلوكك.. بماذا أجيب سوى أني راهنت على الورق والكتاب، قبل أن أسمع أو أعرف بوجودك..كيف أتغير في رمشة عين؟؟ الكلمة مني ستار سميك يخفي الحيرة،القلق والحصر، رفعت الكلمة ولجأت إلى أعالي البرج، لأنك لا زلت إلى اليوم حرفا غير منقوط، شكلا غير ملون، ترفضين أو تترددين في التواصل من الأعماق مع الغير، أحتفظ بك على حالك، نحن من شعب لا يتقن تقدير المسافات ، إذا قلت لست منكم نعتوك بالجنون،  طرحوك في زحم الأشياء لتعذبك وتهينك،لتدوسك وتدلًك، لتضايقك وتخنقك، حتى يعلوك الغثيان، تريد أن تكون في غير هذا العالم ولا سبيل... يغلبنا اليأس، بعد حين يتبدد الحزن وينجلي الضنك عندما ندرك أنه بإمكاننا تجاوز الأخطاء وصناعة االمستقبل بسواعدنا من عدم التراب، وبالتالي إعادة البريق إلى الحياة التافهة.
عبثا نمشي..نجد الملاذ لكنه بدوره ملاذ خادع في نهاية التحليل.. الحياة يأس، حقيقة ساطعة نتحالف على نفيها.. شعاع من الذات يلون الأشياء.. المسرح في الشارع.
فلا تفكري في أمري فالذي صورني من تراب وأطعمني من تراب ومعيدي الى تراب ومخرجني من تراب قادر على أن يجعل من صدري جنة تحيا من تراب.. إني من قوم نحب بالفطرة ونكره بالتجارب، نصدق بالإستقامة، ولا نكذب بالمشاعر، نصعد بالقوامة و ننزل بالفضائل، نستوي بالقدرة ولا نطلب الضمائر، نخلص بالعهد ولانخون السرائر.
و ختاما أعتذرعن كل خطإ صدر مني وإن كنت السبب، عن كل كلمة صادقة نبعت من ها القلب، عن كل خطوة ساقتني إليك في هذا الدرب، وأشكرك على عطفك الرائع، وعلى سؤالك عن أخباري المتتابع، وعلى طيبة قلبك الخاشع.